للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قول الحافظ: وأما الهدهد والصرد فإنها نهي عن قتلهما لتحريم لحمهما وذلك أن الحيوان إذا نهي عن قتله ولم يكره ذلك لحرمة ولا لضرر فيه كان ذلك لتحريم لحمه، اهـ. أما الهدهد فهو بضم الهائين وإسكان الدال بينهما، فهو طائر معروف ذو خطوط وألوان، كنيته أبو الأخبار وأبو ثمامة وأبو الربيع وهو طير منتن الريح طبعا لأنه يبنى [أفحوصه] (١) فى الزبل، وهذا عام فى جميع جنسه، قيل أن الهدهد منتن اللحم فصار في معنى الجلالة، ويذكر عنه أنه [يرى الماء من باطن الأرض كما يراه الإنسان في باطن الزجاج. وزعموا أنه] كان دليل سليمان على الماء، وبهذا السبب تفقده لما فقده.

قال الزمخشري (٢): وكان السبب في تخلفه عن سليمان - عليه السلام - أنه حين ترك سليمان حلق الهدهد فرآى هدهدا [واقفا] فوصف له ملك سليمان وما سخر له من كل شيء وذكر له صاحبه ملك بلقيس وأن تحت يدها اثني عشر ألف قائد تحت يد كل قائد مائة ألف فذهب له لينظر فما رجع إلا بعد العصر، فدعا سليمان عريف الطير وهو النسر فلم يجد عنده علمه ثم قال لسيد الطير وهو العقاب عليّ به فارتفعت فنظرت فإذا هو مقبل فقصدته فناشدها الله وقال بحق الذي قوّاك وأقدرك علي إلا رحمتني فتركه وقال ثكلتك أمك إن نبي الله حلف ليعذبنك، قال: وما استثنى؟ قال: بلى. قال: أوليأتني بسلطان مبين. فلما قرب من سليمان أرخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض


(١) هكذا في الأصل وهو الصواب، وفي النسخة الهندية: (أحفوصه).
(٢) الكشاف (٣/ ٣٦٣).