٤٥٤٤ - وفي رواية للترمذي (١) من حديث أبي هريرة: إذا اتخذ الفيء دولا والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وتعلم لغير دين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكلرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، وخسفا ومسخا وقذفا، وآيات تتابع كنظام بال قطع سلكه فتتابع. قال الترمذي: حديث غريب.
قوله:"وعن علي" أيضا تقدم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة فقد حل بها البلاء" الحديث. قوله:"إذا كان المغنم دولا"، قال في الفائق: الدول بالضم والفتح ومعناه ما يدول الإنسان أي يدور من الحظ. قوله:"الأمانة مغنما" أي يرى من في يده أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها وقال بعض العلماء أيضا أي تذهب الأمناء بودائع الناس وأماناتهم فيتخذونها مغانم. قوله:"والزكاة مغرمًا" أي يرى رب المال أن إخراج زكاته غرامة يغرمها. وقال بعضهم أيضا: أي يعدون الزكاة غرامة أي يشق عليهم أداؤها كما يشق أداء الغرامات. قوله:"وكان زعيم القوم أرذلهم" الزعيم الكفيل الذي يتكفل بأمر القوم ويقوم به. والأرذل بالذال المعجمة هو من كل شيء الرديّ منه، والله أعلم. قوله:"وشربت الخمر"؛ "ولبس الحرير واتخذت القينات -وفي نسخة القيان- والمعازف"، تقدم الكلام على ذلك في بابه.