ومعناه إذا كان الأغنياء وأصحاب المناصب يستأثرون بأموال الفيء ويمنعون عنها مستحقيها. قوله:"وتُعلِّم لغير دين" أي يحملهم على التعلم غير الدين من طلب المقاصد الدنيوية والمناصب الدنيوية، [ولقوله]-صلى الله عليه وسلم-: من تعلم علما لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة أي ريحها كمن يتعلمه للرياسة أو للمال أو لتعظيم الناس له. قال ابن القيم. وهذا من أكبر الكبائر.
ومنها كتم العلم مثل أن يسأل عن علم شرعي فيكتمه مع تعين الجواب عليه. ومنها تفسير القراَن بالرأي لقوله -صلى الله عليه وسلم- من قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما [بلجام] من نار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. تفسير القرآن بالرأي هو من أنواع قول الزور والإخبار عن الله بأنه أراد ما لا يتحقق إرادته إياه، اهـ.
تنبيه: من علامات الساعة أن يرفع العلم وفي حديث آخر أن يقل العلم [و] ليس المراد منه محوه من صدور الحفّاظ وقلوب العلماء بل رفعه بموت حملته وقبض العلماء. وأما قوله:"أن يقل العلم" فبكسر القاف. فإن قلت: قلة العلم [تقتضي] بقاء شيء منه والرفع عدم بقائه فما وجه الجمع بينهما؟
قلت: القلة قد تطلق ويراد بها العدم، أو كان ذلك باعتبار الزمانين كما يقال مثلا القلة في ابتداء أمر الأشراط أي العلامات والعدم في انتهائه. قاله الكرماني (١). قوله:"وظهرت الأصوات في المساجد" أي ارتفعت الأصوات فيها باللغط. وفي حديث آخر: سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في