للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقيل الإست العجز، واعلم أنهم لما أخفوا الذنب وهو الغدر عوملوا بنقيض فعلهم فأظهر ذنبهم في الآخرة بل وربما كان سببا لظفر عدوه به لعدم وفائه له بعهده.

تنبيه: ففي الحديث حث على الوفاء بالعهد وتحريم نقضه وأن من أمّن حربيا أو عاهده أو عقد له الجزية لا يجوز له قتله ما دام في العهد ويلزمه الكف عنه لأن في نقض العهد [تنفيرا] لأهل الحرب عن الدخول في العهد والأمان فوجب الوفاء به وهذا الوعيد الشديد يدل على أن نقض العهد كبيرة، انتهى. [حكاية لطيفة تتعلق بمعنى الحديث: قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي (١) يروى أن الهادي أمير المؤمين كانت له جارية تسمى غادرا كانت أحظى من عنده وأغلبهم على قلبه وأملكهم لنفسه وكانت من أحسن الناس وجها وأطيبهم غناء وكان إبراهيم الموصلي هو الذي رباها وأدبها وباعها بعشرة آلاف دينار فبينما الهادي [يوما] يشرب مع ندمائه وهي تغنيهم من وراء الستر إذ عرض له فكر وسهو وتغير لونه وقطع الشراب، فقال له ندماؤه ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: وقع في فكري أني أموت وأن أخي هارون يلي الخلافة ويتزوج جاريتي غادرا هذه، فقالوا له نعيذك بالله يا أمير المؤمنين، يطيل الله بقاءك ونتقدم نحن وهو بين يديك ونموت قبلك. فقال ليس هذا مما يزيل ما في نفسي، ثم أمر أن يؤتى برأس هارون ثم رجع عن ذلك وأمر بإحضاره فعرّفه ما خطر بباله فاستعطفه هارون وجعل يكلمه


(١) العاقبة في ذكر الموت (ص ١٠٦).