للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بما يوجب زوال ما في نفسه ويخضع له ويتذلل فلم يقنع بذلك وقال لا أرضى حتى تحلف لي بكل ما أحلفك أني إن مت لم تتزوج جاريتي هذه غادرًا. قالى أفعل. فأحلفه بكل يمين يحلف به الناس من طلاق وعتاق وحج راجلا وغير ذلك من الأيمان المؤكدة أنه لا يتزوجها أبدا. قالى فلم يلبث بعد ذلك إلا شهرًا أو نحوه حتى مات. وولي هارون الخلافة بعده فلما ولي بعث إلى الجارية فخطبها فقالت يا أمير المؤمنين كيف بأيماني وأيمانك قال أكفر عن يميني وأحج راحلا ففعل وتزوجها ووقعت من قلبه أعظم موقع وشغف بها أشد من شغف أخيه الهادي حتى كانت تسكره وتنام في حجره فلا يتحرك ولا ينقلب حتى تنتبه. فبينما هي ليلة نائمة في حجره إذ انتبهت فزعة [مذعورة] فقال لها مالك فديتك؟ فقالت له رأيت أخاك الهادي الساعة في النوم [وهو ينشدني]:

أخلفت أعهدي، بعدما ... جاورت سكان المقابر

ونسيتني وحنثت في ... أيمانك الكذب الفواجر

وظللتُ في أهل البلى ... وظللت في الحور الغرائر

ونكحت غادرة أخي ... صدق الذي سماك غادر

لا يهنك الإلف الجديـ ... ـد ولا تدر عنك الدوائر

ولحقت بي قبل الصبا ... ح وصرت حيث غدوت حائر

قالت ثم ولى عني [وكأنها] مكتوبة في قلبي ما نسيت منها كلمة. فقال لها هارون هذه أحلام الشيطان. فقالت كلا والله يا أمير المؤمنين. ثم اضطربت