للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالشيء وأصله الشيء المكروه من قول أو فعل أو مرئي. قال الله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ} (١) أي شؤمهم جاء من قبل الله هو الذي قضى عليهم بذلك وقدّره، وأصل فيما يقال: كانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين [تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم] كان أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا [بها]. وكان ذلك يصدهم في كثير من الأوقات عن مقاصدهم فنفاه الشرع وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر فهذا معنى قوله: "ولا طيرة". ومنه الحديثما: ثلاث لا يسلم [منها] أحد: الطيرة والحسد والظن. قيل: فما نصنع؟ قال: إذا تطيرت فامض وإذا حسدت فلا تبغ وإذا ظننت فلا تحقق.

قوله: "الطيرة شرك"، قال في النهاية (٢) [وكذا قاله النووي (٣)]: وإنما جعل الطيرة من الشرك لأنهم كانوا يعتقدون أن الطير يجلب لهم نفعا أو يدف عنهم ضررا إذا عملوا [بموجبه أي] بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك لأنم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد فكأنهم [أشركوه] مع الله في ذلك.

وقال أيضًا: جعل التطير شركا لله في اعتقاد جلب النفع ودفع الضرر وليس


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٣١.
(٢) النهاية في غريب الأثر (٣/ ١٥٢).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٢١٩).