للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وخيرها الفأل، قيل: يا رسولى الله وما الفأل؟ قالى: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم، وفي حديث آخر: قالى (١): يعجبني الفأل وأحب الفأل الصالح.

وفي حديث آخر: وأصدقها الفأل، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستحب الاسم الحسن والفأل الحسن. (٢) وقد جعل الله في فطرة البشر محبة ذلك كما جعل فيهم الارتياح بالمنظر الأنيق والماء الصافي وإن لم [يشربه] ولم يستعمله والفأل مهموز. (٣)

ويجوز ترك همزه وقد أولع الناس بترك همزته تخفيفا وجمعه فئول كفلس وفلوس. وقد فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة قال العُلماء يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء والغالب في السرور والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء. قالوا وقد تستعمل مجازا في السرور.

وقال الخطابي (٤): الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل إنما هو من طريق حسن الظن بالله والطيرة إنما هي من طريق الإنكار على ما سواه، [قال العُلماء:] ولهذا إنما أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- الفأل لأن الإنسان إذا [تأمّل] فائدة الله تعالى وفضله عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال وإن غلط في


(١) صحيح البخاري (٥٧٥٦)، وصحيح مسلم (١١١) (٢٢٢٤).
(٢) سبق من حديث ابن عباس في الحاشية قبل السابقة.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤٠٥).
(٤) غريب الحديث للخطابي (١/ ١٨٣).