للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جهة الرجاء فالرجاء له خير وإما إذا قطع رجاءه وآماله من الله تعالى فإن ذلك شر له والطيرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء [من الله تعالي] (١). ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه فيسمع من يقول يا سالم أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول يا واجد فيقع في [ظنه] أنه يبرأ من مرضه ويجد ضالته، ومنه الحديث، قيل يا رسول الله ما الفأل؟ قال الكلمة الصالحة، اهـ. ذكره في النهاية (٢) وفي غيرها.

الفائدة الثالثة: في أخذ الفأل من المصحف، جزم القاضي أبو بكر بن العربي في الأحكام (٣) في سورة المائدة بتحريم أخذ الفأل في المصحف ونقله القرافي عن الطرسوسي وأقره وأباحه ابن بطة من الحنابلة ومقتضى مذهبنا أي الشافعية كراهته، وحكى الماوردي في كتاب آداب الدين والدنيا أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك تفاءل يومًا في المصحف فخرج له قوله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥)} (٤)، فمزق المصحف وأنشأ يقول:

أتوعد كل جبار عنيد ... فما أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئتَ ربك يوم حشر ... فقل يارب مزقني الوليد

فلم يلبث إلا أياما حتى قُتل شر قتلة وصلبت رأسه على قصره ثم على


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٤٠٦).
(٣) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ١٣٦).
(٤) سورة إبراهيم، الآية: ١٥.