للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سور بلده. ومن البدع والباطل التفاؤل في فتح الختمة والنظر في أول سطر منها أو غيره وذلك باطل، وقد نهي عنه. بيان ذلك أنه قد تخرج له آية عذاب ووعيد فيقع التشويش من ذلك [فرفع] (١) عنه ذلك حتى تنقطع عنه مادة التشويش بل يخشى عليه أن يقع له ما هو أشد من ذلك ويئول أمره إلى الخطر العظيم، ألا ترى إلى ما جرى لبعض الملوك وهو الوليد أنه فتح المصحف ليأخذ منه الفأل فوجد في أول سطر منه {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (١٥)} (٢) فوجد من ذلك أمرا عظيما حتى خرج بذلك عن حال المسلمين كما تقدم. وفي الذخيرة (٣) قال الطرطوشي أن أخذ الفأل من المصحف وضرب الرمل ونحوهما حرام، [وهو من باب الاستقسام بالأزلام مع أن أخذ الفأل الحسن هو ما يعرض من غير كسب مثل قائل يقول يا مفلح ونحوه] (٤). والتفاؤل المكتسب حرام ومن ذلك شراؤهم الفقاع في تلك الليلة أو ذلك اليوم من أول السنة، ويزعمون أن الرزق يفور لهم في تلك السنة ويوسع عليهم فيها، والله تعالى أعلم.

الفائدة الرابعة: في الحديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، الحديث (٥).

المراد بذلك نفي ما كانت الجاهلية تزعمه وتعتقده أن المرض


(١) هكذا هذه العبارة في الأصل ولعله الصواب، وفي النسخة الهندية: (فرع).
(٢) سورة إبراهيم، الآية: ١٥.
(٣) الذخيرة (١٣/ ٢٥٦).
(٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٥) صحيح البخاري (٥٧٥٧) صحيح مسلم (١٠٢) (٢٢٢٠).