الشيخ أبو الفتح نصر المقدسي من أصحابنا: هو حرام. وفي لفظ أن عائشة هتكت الستر، وانما هتكت الستر لأنها ظنت أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-تأذى منه لكونه منقشا بصور ولأن فيه تجملا وزينة، اهـ. واللّه أعلم.
قوله:"إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور" الحديث، هذه الرواية محمولة على من فعل الصورة لتعبد وهو صانع الأصنام ونحوها فهذا كافر وهو أشد الناس عذابا، وقيل هو فيمن قصد المعنى الذي جاء في الحديث من مضاهاة الخلق [خلق اللّه تعالى] واعتقد ذلك فهذا كافر له من أشد العذاب ما للكفار ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره فأما من لم يقصد بها العبادة ولا المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير ولا يكفر كسائر المعاصي واللّه أعلم.
قوله في الرواية الأخرى: أن عائشة اشترت نمرقة فيها تصاوير، الحديث.
النمرقة: قال الحافظ، بضم النون والراء أيضا وقد تفتح الراء وبكسرهما هي المخدة، اهـ. ويقال نمرق بلا هاء وجمعها نمارق وهي وسادة صغيرة وقيل هي مرفقة وتوسدها من التوسيد وفي بعضها من التوسد.
قوله:"إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم"، أي اجعلوه حيوانا ذا روح كما ضاهيتم وتقدم معناه في أول الباب.
قال النووي (١): قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد