للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مما يتأذى منه بنو آدم والأشياء إذا اشتدت مفسدتها شدد في [الزجر] (١) عنها والمراد بالملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب الملائكة الذين ينزلون بالرحمة والبركة وفي مفارقة الملائكة أمر شديد لما في مخالطتهم من الإلهام إلى الخير والدعاء إليه، وأما الملائكة الحفظة فلا يفارقون العبد على حال من الأحوال كما تقدم في الباب قبله.

تنبيه واحتج الإمام أحمد (٢) بحديث الكلب الأسود على أنه لا يجوز صيده ولا يحل إذا قتله لأنه شيطان، وقال الشافعي ومالك وجماهير العلماء يحل صيده كغيره وليس المراد بالحديث إخراجه عن جنس الكلاب ولهذا لو ولغ في الإناء أو غيره لوجب غسله كما يغسل ولوغ الكلب الأبيض واللّه أعلم.

قوله فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان وفي رواية البخاري. (٣)

نقص من عمله قيراطان وفي رواية قيراط وكلاهما في الصحيح فأما رواية عمله فمعناها من أجر عمله. وأما القيراط هنا فهو مقدار معلوم عند اللّه تعالى لا يعلم مقدراه إلا اللّه. والقيراط في الأصل نصف دانق، والمراد نقص جزء من أجر عمله، وأما اختلاف الرواية في قيراط وقيراطين فقيل يحتمل أنه في نوعين من الكلاب أحدهما أشدّ أذًى من الَاخر أو لمعنى


(١) هكذا هذه العبارة في الأصل؛ وفي النسخة الهندية: (الجزع).
(٢) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ٤١٤).
(٣) صحيح البخاري (٥٤٨٠).