للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: فقال لهم: "ليس من يعلم كمن لا يعلم" الحديث، قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: ويل لمن لا يعلم ولا يعمل، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات، وقال أبو الدرداء أيضًا: إن أخوف ما أخاف أن يقال لي: قد علمت فماذا عملت فيما عملت؟ ويكفي في ذلك العالم إذا لم يعمل قول اللّه تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} (١) يثقله حملها ولا ينفعه علمها، فكل من علم ثم لم يعمل بعلمه فهذا مثله (٢)، انتهى.

وقال بكر بن حبيش: إن في جهنم لواديًا تتعوذ جهنم من ذلك الوادي كلّ يوم سبع مرات وإن في الجب لحية يتعوذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كلّ يوم سبع مرات يبدأ بفسقة حملة القرآن، فيقولون: أي رب بدئ بنا قبل عبدة الأوثان، فقيل لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم لأن عذاب من يعلم أكبر من عذاب من لا يعلم، إذ زيادة العلم تقوي الحجة، قال اللّه تعالى: {أفمن يعلم كمن لا يعلم} [*]، وقال في أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -: {مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} (٣) انتهى، قاله ابن الجوزي في تلبيس إبليس (٤).


(١) سورة الجمعة، الآية: ٥.
(٢) حياة الحيوان (١/ ٣٥٧).
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٣٠.
(٤) تلبيس إبليس (ص ١٠٢ - ١٠٣).

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع!!