للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي الحديث عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها، فذلك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} (١)، رواه الجماعة إلا الترمذي (٢)، معنى هذا أنها إذا طلعت ورآها الناس آمن من على وجه الأرض وصدّقوا تصديقا ضروريا بأمور الآخرة الذي لا [يكلف] به ولا ينفع صاحبه لكون أمور الآخرة معاينة وإنما كان طلوع الشمس مخصوصا [بذلك لأنه أول تغيير هذا العالم العلوي الذي لم يشاهد فيه تغيير منذ خلقه الله تعالى]. وأما ما قبله من الآيات فقد شوهد ما يقرب من نوعه فإذا كان [ذلك و] طبع على كل قلب بما فيه من كفر أو إيمان أخرج الله تعالى الدابة تُعرِّف بما في بواطن الناس من إيمان أو كفر فتكلمهم بذلك [وتَسِمُ] وجوههم به حتى يتعارف الناس بذلك فيقول المؤمن للكافر بكم سلعتك يا كافر، ويقول الكافر للمؤمن بكم سلعتك يا مؤمن، تم يبقى الناس على ذلك ما شاء الله ثم يرسل الله تعالى ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد على وجه الأرض ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا [قبضته] كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو، والله أعلم. قاله في الديباجة.


(١) سورة الأنعام، الآية: ١٥٨.
(٢) صحيح البخاري (٤٦٣٥ - ٤٦٣٦ - ٦٥٠٦)، وصحيح مسلم (٢٤٨) (١٥٧)، وابن ماجه (٤٠٦٨)، وأبو داود (٤٣١٢)، والنسائي في السنن الكبرى (١١١١٢ - ١١١١٣) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.