قوله: عن الحسن البصري (هو الإمام المشهور المجمع على جلالته في كلّ فن، أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار التابعي البصري، بفتح الباء وكسرها، الأنصاري، مولاهم مولى زيد بن ثابت، وقيل: مولى جميل بن قطبة، وأمه اسمها خيرة مولاة لأم سلمة أم المؤمنين، رضي اللّه عنها. ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب، - رضي الله عنه -. قالوا: فربما خرجت أمه في شغل فيبكي فتعطيه أم سلمة، رضي اللّه عنها، ثديها فيدر عليه، فيرون أن تلك الفصاحة والحكم من ذلك، ونشأ الحسن بوادي القري، وكان فصيحا، رأى طلحة بن عبيد اللّه، وعائشة، رضي اللّه عنها، ولم يصح له سماع منها. وقيل: إنه لقي علي بن أبي طالب، - رضي الله عنه -، ولم يصح، وسمع ابن عمر، وأنسا، وسمرة، وأبا بكرة، وقيس بن عاصم، وجندب بن عبد اللّه، ومعقل بن يسار، وعمرو بن تغلب، بالمثناة والغين المعجمة، وعبد الرحمن بن سمرة، وأبا برزة الأسلمي، وعمران بن الحصين، وعبد اللّه بن مغفل، وأحمر بن جزء، وعائد بن عمرو المزني الصحابيين، رضي اللّه عنهم. وسمع خلائق من كبار التابعين، روى عنه خلائق من التابعين وغيرهم.
وقال الفضيل بن عياض، رحمه اللّه: سألت هشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: مائة وثلاثين، قلت: فابن سيرين؟ قال: ثلاثين. وروينا عن الحسن، قال: غزونا غزوة إلى خراسان معنا فيها