للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثلاثمائة من أصحاب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، وكان الرجل منهم يصلي بنا ويقرأ الايالت من السورة ثم يركع، قال يحيى بن مَعين، وأبو حاتم، وابن أبي خيثمة، وغيرهم: ولم يصح للحسن سماع من أبي هريرة، فقيل ليحيى: يجيء في بعض الحديث عن الحسن، قال: حدّثنا أبو هريرة؟ قال: ليس بشيء، قيل له: فسالم الخياط قال: سمعتُ الحسن يقول: سمعتُ أبا هريرة، فقال: سالم الخياط ليس بشيء، وأثنى علي ابن المديني، وأبو زرعة على مراسيل الحسن، قال مطر الوراق: كان الحسن كأنما كان في الآخرة، فهو يخبر عما رأى وعاين. وقال أبو بردة: لم أر من لم يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أشبه بأصحابه من الحسن، وقال الربيع بن أنس: اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء اللّه، ما من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبله، وقال محمد بن سعد: كان الحسن جامعًا، عالمًا، رفيعًا، فقيهًا، ثقة، مأمونا، عابدًا، ناسكًا، كثير العلم، جميلًا، وسيمًا. وقدم مكة فأجلسوه على سرير، واجتمع الناس إليه، فيهم طاووس، وعطاء، ومجاهد، وعمرو بن شعيب، فحدّثهم، فقالوا، أو قال بعضهم: لم ير مثل هذا قط. وقال بكر بن عبد اللّه: الحسن أفقه من رأينا. ومناقبه كثيرة مشهورة. توفي سنة عشر ومائة، ومن حكم الحسن ما ذكره الشافعي، - رضي الله عنه -، في المختصر في قول اللّه تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} (١)، قال الحسن: كان غنيًّا عن مشاورتهم، ولكن أراد أن يستن به الحكام بعده. وقال في قوله تعالى: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} (٢) الآية: لولا هذه


(١) آل عمران، الآية: ١٥٩.
(٢) سورة الأنبياء، الآية: ٧٩.