للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال مجاهد هي قول العبد: سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر. ويحتمل أن المراد الحسنات مطلقًا، وفي هذا الحديث تصريح بأنّ الحسنات تكفر السيئات. تنبيه: وفي حديث آخر جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله أصبتُ حدا فأقمه عليّ وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء ثم شهدت الصلاة معنا، فقال في آخر الحديث فقد غفر لك.

قال النووي (١) فقوله: أصبت حدا أي أصبت معصية من المعاصي الموجبة للتعزير وهي هنا من الصغائر [لأنها] كفرتها الصلاة وليس المراد أنه أتى بما يوجب الحدّ كالزنا وشرب الخمر ونحوهما فإنّ هذه الحدود لا تكفرها الصلاة، فقد أجمع العلماء على أن المعاصي الموجبة للحد لا تسقط حدودها بالصلوات، هذا هو الصحيح في تفسير هذا الحديث، ولا يجوز للإمام أن يدعها كذا قال العلماء في هذا الحديث، فقد جاء مبينا في غير هذا الحديث، فالمراد تكفير الصغائر دون الكبائر كما هو مبين في الحديث الصحيح (٢) من قوله - صلى الله عليه وسلم -: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما لم يغش الكبائر، انتهى. قاله الحافظ الدمياطي وغيره.

تنبيه: الرجل المذكور في الحديث هو عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري [الخزرجي] والد الحجاج بن عمرو بن غزية [هكذا قاله] ابن


(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٨١).
(٢) صحيح مسلم (١٦) (٢٣٣).