للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث [والغلمان والجواري و] الحيوان والمواشي والقصور [والدور] ورفيع الثياب ولذيذ الأطعمة [فحظ] العبد [من ذلك] كله من الدنيا المذمومة.

والقسم الثالث وهو متوسط بين [الطرفين، كل حظ معجل يعين على أعمال الآخرة كالقوت من الطعام والقميص الواحد الخشن، وكل ما لا بد منه ليتأتى للإنسان البقاء والصحة التي بها يتوصل إلى العلم والعمل، فإن كان باعثه الحظ العاجل دون الاستعانة على التقوى التحق بالقسم الثاني، وصار من جملة الدنيا، ولا يبقى مع العبد عند الموت] إلا ثلاث صفات طهارة القلب عن أدناس الدنيا وأنسه بذكر الله تعالى وحبه لله تعالى وهذه الصفات الثلاث [هي المنجيات] المسعدات بعد الموت [وهي] الباقيات الصالحات. وسالك طريق الآخرة هو المواظب على هذه الصفات الثلاث، فالقدر الذي لا بد منه لهذه الثلاث إذا أخذه العبد من الدنيا للآخرة لم يكن من أبناء الدنيا [وكانت الدنيا في حقه مزرعة الآخرة، وإن أخذ ذلك لحظ النفس وعلى قصد التنعم كما من أبناء الدنيا] (١) والراغبين في حظوظها ثم أطال في تقرير ذلك رحمه الله ورضي عنه، قاله صاحب الديباجة [ذكره ابن رجب في شرح النواوية].

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأتته الدنيا وهي راغمة" الحديث، راغمة معناه كارهة، قوله: "وشتت عليه ضيعته"، قد ضبطه الحافظ وفسره فقال: معناه وفرق عليه حاله وصناعته ومعاشه وما هو مهتمّ به وشعَّبه عليه ليكثر كدّه ويعظم تعبه، اهـ.


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.