للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٧٩٦ - وعن معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال: عبادة في الهرج كهجرة إلي. رواه مسلم (١) والترمذي (٢) وابن ماجه (٣).

قوله: "وعن معقل بن يسار" تقدم. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العبادة في الهرج كهجرة إليّ"، الحديث. قال الحافظ الهرج هو الاختلاف والفتن، وقد فسّر في بعض الأحاديث بالقتل لأن الفتن والاختلاف من أسبابه فأقيم المسبب مقام السبب، اهـ. وخرجه الإمام أحمد ولفظه: العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ. وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا [به] متبعا لأوامره مجتنبًا لنواهيه، اهـ قاله [الحافظ] ابن رجب (٤).

وقال النووي (٥): المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد، [قال الشيخ أبو العباس القرطبي: المستمسك بالعبادة في ذلك


(١) صحيح مسلم (١٣٠) (٢٩٤٨).
(٢) سنن الترمذي (٢٢٠١)، وقال: هذا حديث صحيح غريب إنما نعرفه من حديث حماد بن زيد، عن المعلى.
(٣) سنن ابن ماجه (٣٩٨٥).
(٤) لطائف المعارف لابن رجب (ص: ١٣٢).
(٥) شرح النووي على صحيح مسلم (١٨/ ٨٨).