للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لا يغير شيبه، وثبت في الصحيحين أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية" وكانت الصحابة رضي اللّه عنهم يوم صفين يتبعونه حيث توجه لعلمهم أنه مع الفئة العادلة بهذا الحديث، قالوا: وكان عمار أول من بنى مسجدًا للّه تعالى في الإسلام، بنى مسجد قباء وشهد قتال اليمامة في زمن أبي بكر فأشرف على صخرة ونادى: يا معاشر المسلمين، أمن الجنة تفرون، إليّ إليّ أنا عمار بن ياسر، وقطعت أذنه وهو يقاتل أشد القتال، ومناقبه كثيرة مشهورة رضي اللّه تعالى عنه (١).

تنبيه: قوله: "ويح عمار" ويح فلان: كلمة ترحم وتوجع، يقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها، وقد تقال بمعنى المدح والتعجب، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف، يقال: ويح زيد ويحًا له وويحٌ له، وفي الحديث أيضًا أنه قال لعمار: "ويس ابن سمية"، وفي رواية: "يا ويس ابن سمية" ويس: كلمة ترحم وترفق مثل ويح، وحكمها حكمه، قاله في النهاية (٢) واللّه أعلم.

قوله: بعثني رسول اللّه إلى حي من قيس، أصل الحي منزل القبيلة ثم سميت القبيلة به إتساعًا لأن بعضهم يحيى ببعض (٣)، قيس: حي من مضر، أبوهم: إلياس ولقبه قيس بن مضر، ومضر بضم الميم وفتح الضاد المعجمة


(١) تهذيب الأسماء والصفات (٢/ ٣٧ - ٣٨ الترجمة ٤٦٥).
(٢) النهاية (٥/ ٢٣٥).
(٣) الكواكب الدرارى (١/ ٢٠٨).