للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "ولكن أتخوف عليكم منافقًا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون" المراد بعالم اللسان هو العالم، ووري عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال على المنبر: إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم، قالوا: كيف يكون المنافق عليما، قال: يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور أو قال: المنكر (١)، وسئل حذيفة - رضي الله عنه -: من المنافق؟ قال: الذي يصف الإيمان ولا يعمل به (٢)، وقال بلال بن سعد: المنافق يقول ما تعرف ويعمل ما تنكر، ومن هنا كان الصحابة رضي اللّه عنهم يخافون النفاق على أنفسهم، ولما تقرر عند الصحابة رضي اللّه عنهم أن النفاق هو خلاف السر والعلانية، خشي بعضهم أن يغير عليه خشوع قلبه ورقته وحضوره عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل والأولاد والأموال أن يكون ذلك نفاقا، وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كلّه يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قال الحسن (٣)، وقال الحسن أيضًا: من النفاق اختلاف القلب واللسان واختلاف السريرة والعلانية، واختلاف الدخول والخروج (٤)، وقالت طائفة من السلف: خشوع


(١) أخرجه عبد بن حميد (١١)، والمروزى في تعظيم قدر الصلاة (٦٨٥)، والبيهقى في الشعب (٣/ ٣٧٢ رقم ١٦٤١).
(٢) أخرجه أحمد في السنة (٧١٦)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٦٨٢)، وابن بطة في الإبانة (٩١٤).
(٣) أخرجه: أبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين (١٢٨).
(٤) أخرجه: الفريابي في صفة المنافق (٤٩)، وابن بطة في الإبانة (٩١٠)، وأبو نعيم في صفة النفاق ونعت المنافقين (١٢٨).