من غير حرف ولا صوت، وكذلك سمعه موسى - عليه السلام -. الثاني: أنه لا تقطيع فيه ولا تنفس لأنه لا يكون بجارحة. الثالث أنه لا يسمع بالأذن وحدها بل يسمع بسائر البدن من سائر الجهات، وتحصل اللذة بسماعه لأنه تعالى ليس في جهة وكذلك سمعه موسى - صلى الله عليه وسلم -، قاله الكرماني.
وروى الحاكم في المستدرك (١) من أحاديث أبي معشر واسمه نجيح [السندي] المدني صاحب أبي هريرة وصاحب المغازي مرفوعا، قال: مكث موسى بعد أن كلمه الله أربعين يوما لا يراه أحد إلا مات وأبو معشر ضعفه الأكثرون، وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه وكان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ويضحك إذا ذكره ويتعجب من جرأته على وضع الأحاديث على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:"أما الزهاد في الدنيا" الحديث، الزهاد جمع زاهد وتقدم الكلام على الزهد مبسوطا، وأما الورعون فهم جمع ورع، تقدم الكلام على الورع في
(١) المستدرك (٢/ ٦٢٩)، وأخرجه ابن معين في تاريخه - رواية الدوري (٣/ ١٨٣)، ومن طريقه: ابن عدي في الكامل (٤/ ٣١٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦١/ ٥٤) وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٥٤٣ و ١٠٩٧)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٥٥٨/ ٨٩٢٦)، و (٩/ ٢٩٧٣/ ١٦٨٨٣) وأورده السيوطي في الدر المنثور (٣/ ٥٣٦)، وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي الحويرث عبد الرحمن بن معاوية، وقال الذهبي في التلخيص: إسناده لين. وأبو مَعْشَرٍ هو نجيح المدني، ضعيف، وذكره الذهبي في الميزان (٤/ ٢٤٧) في ترجمته ضمن الأحاديث التي أنكرت عليه. وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية من صغار التابعين، وهو متكلم فيه.