للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القيامة، فلما سمع منه أبو جحيفة ذلك لم يأكل ملء بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدى لا يتعشى وإذا تعشى لا يتغدى. وكذلك حديث جابر (١) أن عمر لقيه ومعه حمال يحمل له لحما فسأله عن ذلك فقال اشتهينا اللحم فاشتريته للصبيان والنساء، فقال له عمر لا يشتهي أحدكم شيئًا إلا اشتراه، أين تذهب عنكم هذه الآية، {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} (٢)، وقال ابن عمر: (٣) ما شبعت منذ أربعة أشهر وأنا واجدٌ للطعام ولكني عهدت قوما يشبعون مرة ويجوعون مرة. وقال الفضيل (٤) خصلتان تفسدان القلب: كثرة الأكل وكثرة الكلام.


= فسمعت أبي يقول: هذا حديث باطل، ولم يبلغني أن عمرو بن مرزوق حدث به قط. قال مهنا: سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث فذكره من رواية علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة؟ فقالا: ليس بصحيح، كما في المنتخب من العلل لابن قدامة (ص ٤٧). وقال أحمد: كان عمرو بن مرزوق يحدث به، عن مالك بن مغول، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، ثم تركه بعد. وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٧٩): ... وحديث أبي جحيفة، وفي أسانيدها كلها مقال. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٢٣): وعن أبي جحيفة، قال: أكلت ثريدا رواه البزار بإسنادين، ورجال أحدهما ثقات. قال الهيثمي في المجمع (٥/ ٣١): رواه الطبراني في الأوسط، والكبير بأسانيد، وفي أحد أسانيد الكبير محمد بن خالد الكوفي، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٣) صحيح الترغيب والترهيب (٢١٣٦).
(١) أبو داود الزهد (ص ٦٦) تهذيب الآثار مسند عمر بن الخطاب (١٠٣٨).
(٢) سورة الأحقاف، الآية: ٢٠.
(٣) الورع لابن حنبل (١/ ١٠٠) الزهد لابن حنبل (١/ ١٨٩، والزهد لأبي داود (١/ ٣٣٦).
(٤) طبقات الصوفية (١/ ٢٦).