للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطَّيْرِ} [النمل: ١٦] وكذلك كان يعرف لغات ما عداها من الحيوانات وسائر صنوف المخلوقات والله أعلم قاله في حياة الحيوان (١).

قوله: "فنقر" أي: العصفور "نقرة أو نقرتين في البحر" فقال الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في هذا البحر، الحديث، قال العلماء رضي الله عنهم: لفظ النقص هنا ليس على ظاهره وإنما معناه: أن علمي وعلمك بالنسبة إلى علم الله كنسبة ما نقره هذا العصفور إلى ماء البحر، وهذا على التقريب إلى الأفهام وإلا فنسبة علمهما أقل وأحقر، أي: إن علم الله تعالى لا يدخله نقص، وإنما المقصود بذلك التمثيل بعدم النقص إذ كان نقصه العصفور من البحر لا يظهر لرائيه فكأنه لم ينقص منه شيئا فكذلك هذا في علم الله تعالى، وذكر النقص هنا مجاز على كل وجه ومحال في علم الله تعالى ومعلوماته في حقه سبحانه وتعالى، وإنما يتصور في حقنا، وقد جاء في رواية البخاري: ما علمي وعلمك في نجب علم الله تعالى إلا كما أخذ هذا العصفور بمنقاره، أي: جنب معلوم الله تعالى، وقد يطلق العلم بمعنى المعلوم وهو من إطلاق المصدر ولإرادة المفعول كقولهم: درهم ضرب السلطان، أي: مضروبه، وقد جاء في طرق الروايات الصحيحة: "ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار غمس هذا العصفور بمنقاره" (٢).


(١) تاريخ دمشق (٢٣/ ٢٣٢) وحياة الحيوان (٢/ ١٦٠ - ١٦١). والبداية والنهاية (٢/ ٣٢٤).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٥/ ١٤١ - ١٤٢).