للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حاله. ويروى أن عيسى كان إذا ذكر عنده الموت والقيامة يقطر جسده دما (١).

وعن داود -عَلَيْهِ السَّلَام- أنه كان إذا ذكر عنده الموت والقيامة وبكى حتى تنخلع أوصاله (٢)، وكان عمر بن عبد العزيز يجمع الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة (٣)، وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير (٤) أن هذا الموت نغص على أهل النعيم نعيمهم [فطلبوا] نعيما لا موت فيه، فكيف ووراءه يوم يعدم فيه الجواب وتدهش فيه الألباب وتفنى في شرحه الأقلام والكُتاب ويترك النظر فيه والاهتمام به الأولياء [والأحباب]. واعلم أن كثرة ذكر الموت تردع عن المعاصي وتلين القلب القاسي ويذهب الفرح في الدنيا وتهون المصائب فيها، اهـ.

قاله في كتاب العاقبة لعبد الحق الإشبيلي (٥).

فائدة في ذكر الموت: هو مفارقة الروح الجسد. قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار وهو من أعظم المصائب، وقد سماه الله تعالى مصيبة في قوله: {فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ} (٦)،


(١) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٦).
(٢) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٦).
(٣) تاريخ مدينة دمشق (ج ٤٥ ص ٢٣٩) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٦).
(٤) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٦).
(٥) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٦).
(٦) سورة المائدة: ١٠٦.