كتاب فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب

كتاب التوبة والزهد واتباع السيئة الحسنة - الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل - ج: 13 - ص: 194

استعدادا للموت، الاستعداد للشيء التهيؤ له بإحضار ما يعين عليه، قاله الكمال الدميري (١).

٥٠٥٥ - وَعَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ -رضي الله عنه- قَالَ مَاتَ رجل من أَصْحَاب النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- فَجعل أَصْحَاب رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يثنون عَلَيْهِ ويذكرون من عِبَادَته وَرَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- سَاكِت فَلَمَّا سكتوا قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- هَل كَانَ يكثر ذكر الْمَوْت قَالُوا لَا قَالَ فَهَل كَانَ يدع كثيرا مِمَّا يَشْتَهِي قَالُوا لَا قَالَ مَا بلغ صَاحبكُم كثيرا مِمَّا تذهبون إِلَيْهِ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسنَاد حسن (٢) وَرَوَاهُ الْبَزَّار من حَدِيث أنس قَالَ ذكر عِنْد النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- رجل بِعبَادة واجتهاد فَقَالَ كَيفَ ذكر صَاحبكُم للْمَوْت قَالُوا مَا نَسْمَعهُ يذكرهُ قَالَ لَيْسَ صَاحبكُم هُنَاكَ (٣).

٥٠٥٦ - وروي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على المنبر والناس حوله: أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله إنا لنستحيي من الله تعالي، فقال: من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما وعي، والرأس

---

(١) النجم الوهاج في شرح المنهاج (٣/ ٨).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (٦/ ١٨٥ رقم ٥٩٤١). قال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٩: رواه الطبراني، وإسناده حسن. وضعفه الألباني في الضعيفة (٦٥٠٧) وضعيف الترغيب (١٩٤٧).
(٣) أخرجه الختلى في الديباج (٥٣)، والبزار (٣٦٢٢/ كشف الأستار). قال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا يوسف. وقال الهيثمي في المجمع ١٠/ ٣٠٩: رواه البزار، وفيه يوسف بن عطية، وهو متروك. وضعفه الألباني جدا في ضعيف الترغيب (١٩٤٨).