للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "أو عابر سبيل" ومنه المسافر، ومنه قوله تعالى: {إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} هو في أحد الوجهين، السبيل هو الطريق، والمسافر في الطريق يمر صادقا، كل عزمه وقصده إلى بلوغ مقصده غير ملتفت إلى [جزئيات] الطريق ولا معرّج عليها، اهـ.

قوله صلى الله عليه وسلم لابن عمر "فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا" أي لا تعلم اسمك غدا حي فتقدر على العمل وتستدرك فيه ما فاتك بالأمس أو اسمك ميت [فتقع] في الحسرة والندامة التي لا آخر لها. اهـ. [وقال ابن رجب. (١)

معناه: يعني لعلك غدا من الأموات دون الأحياء. وقد روي معنى هذه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال (٢): نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. وقال بعض العلماء أبياتا في المعني، وهو ابن قيم الجوزية:

وحيّ على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيها المخيّم

ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلّم

وأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم

وقد زعموا أن الغريب إذا نئا ... وشطّت به أوطانه ليس يُنعّم

فمن أجل ذا لا ينعم العبد ساعة ... من العمر إلا بعدها يتألم


(١) جامع العلوم والحكم (١/ ٣٨٤).
(٢) صحيح البخاري (٦٤١٢).