للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا رب وأنت أعلم فغفر الله تعالى له. رواه البخاري (١) ومسلم (٢)، ورواه مالك (٣) والنسائي (٤) ونحوه.

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم. قوله: "كان رجل يسرف على نفسه" الحديث، أي أخطأ وأكثر من الذنوب وجاوز القصد في ذلك، وقال القرطبي (٥) السرف مجاوزة الحد، يقال أسرف أي بالغ في السرف وغلا في المعاصي.

قوله في الحديث: "فلما حضره الموت قال لبنيه" أي لأولاده "إذا متّ" الحديث.

قوله: "فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح"، الحديث، ذروني بالذال المعجمة، يقال: ذرته الريح وأذرته الريح تذروه وتُذريه إذا [أطارته] الريح ومنه تذرية الطعام. قال ابن الأثير: وقال في الصحاح ذريته طيّرته وأذهبته وذرت الريح الترابَ وغيره تذروه وتذريه ذروا وذريا أي سفته ومنه قوله {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} (٦) بالذال المعجمة. وإنما أوصى بذلك تحقيرا لنفسه وعقوبة لعصيانها وإسرافها رجاء أن يرحمه الله تعالى.


(١) صحيح البخاري (٣٤٨١، ٧٥٠٦).
(٢) صحيح مسلم (٢٤) (٢٧٥٦).
(٣) موطأ مالك (١/ ٢٤٠/ ٥١).
(٤) سنن النسائي (٤/ ١١٢).
(٥) تفسير القرطبي (١٥/ ١٧)، وانظر: شرح النووي على مسلم (١٧/ ٧٢).
(٦) الكهف: ٤٥.