للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويكون خوفه ورجاؤه سواء في حال المرض يتمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك، قاله النووي في رياضه (١) فحسن الظن بالله تعالى ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة وهو أن الله تعالى يرحمه ويتجاوز عنه ويغفر له وينبغي لجلسائه أن يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى: "أنا عند ظن عبدي [بي] فليظن بي ما شاء"، قاله في التذكرة (٢). وقال بعضهم:

حسن ظني بك يا رب جرّاني عليكا ... فارحم [اللهم] عبدًا صار رهنًا في يديكا

وكيف لا يرجو المؤمن رحمة الله ومغفرته وهو موقن بقدرته سبحانه وتعالى على كل شيء، وفي الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن الله سبحانه وتعالى يقول (٣): من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا فليطب المؤمن نفسا وليقرّ عينا فوالله ليكونن من رحمة سبحانه وتعالى للمؤمنين وعفوه عن ذنوبهم وستره لفضائحهم وإكرامه لهم ورفع درجاتهم وإرضاء نبيهم -صلى الله عليه وسلم- بما يمنحهم أكثر مما يتعلق به الرجاء ومن


(١) رياض الصالحين (ص: ١٦٨).
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ١٧٤).
(٣) أخرجه عبد بن حميد (٦٠٢)، والسراج في حديثه (٢٦٠٧)، والطبراني في الكبير (١١/ ٢٤١) (١١٦١٥)، والحاكم (٤/ ٢٩١)، واللالكائي شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٦/ ١١٣٨)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢٤٧)، والبغوي في شرح السنة (٤١٩١)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٣٠).