للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥١٣٠ - وعن جابر -رضي الله عنه- أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل. رواه مسلم (١) وأبو داود (٢) وابن ماجه (٣).

قوله رحمه الله تعالى: "وعن جابر"، هو ابن عبد الله تقدم الكلام عليه رضي الله تعالى عنه. قوله: "أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: ... ألا وهو يحسن الظن بالله عز وجل" الحديث، معناه أنه يموت وهو ظان أن يرحمه، قال العلماء: هذا تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة (٤) عليه الصلاة والسلام [سمعها] عند الموت.

وقال عن ربه تعالى: أنا عندي ظن عبدي بي وهو من الأحاديث الإلهية التي قال الله تعالى ومعنى ذلك أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه وينبغي أن يكون خوفه في حال الصحة أشد من رجائه ورجاؤه عند الموت أعظم من خوفه أو يكونان [في الصحة] سواء كما جاء [لو] وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا، والحكمة في تقوية الرجاء أو تمحيصه عند الموت أن الخوف سبب لانكفافه عن المعاصي والحرص على الطاعات وقد تعذر ذلك عند الموت فلم يبق إلا إحسان الظن والافتقار إلى الله تعالى ليموت


(١) صحيح مسلم (٨١) (٢٨٧٧).
(٢) سنن أبي داود (٣١١٣).
(٣) سنن ابن ماجه (٤١٦٧).
(٤) هنا بياض في الأصل.