للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ذلك فيبعث عليه كما في الحديث يبعث كل عبد على ما مات عليه ويكون ذلك دليل سعادته، ففي صحيح ابن حبان (١): "إذا أراد الله بعبد خيرًا عسّله". قالوا: وما عسله يا رسول الله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل الموت" وتقدم، اهـ.

قاله في شرح الإلمام، فهذا الحديث في الحقيقة حث على الأعمال الصالحة المفضية إلى حسن الظن، فإن العمل الصالح سبب لاستحضار الرحمة، وفيه تنبيه على تأميل العفو وتحقيق الرجاء.

قال الخطابي (٢) إنما يحسن بالله ظن من حسن عمله، فكأنه قال: أحسنوا أعمالكم يحسن بالله ظنكم فإن من ساء عمله ساء ظنه. وقد يكون [تحسين] الظن أيضا من [باب] الرجاء وتأميل العفو والله جواد كريم.

وقال أبو العباس القرطبي (٣) قيل معناه ظن الإجابة عند الدعاء [وظن] (٤) القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار وظن قبول الأعمال عند فعلها على شروطها تمسكا بصادق وعده وجزيل فضله. قال: ويؤيده قوله عليه السلام (٥): ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، ولذلك ينبغي للتائب والمستغفر


(١) سبق تخريجه.
(٢) شرح السنة (٥/ ٢٧٢).
(٣) طرح التثريب في شرح التقريب (٨/ ٢٢٠).
(٤) هكذا هذه العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية: (وقيل).
(٥) أخرجه الترمذي (٣٤٧٩) والخرائطي في اعتلال القلوب (ص ٣٨ - ٣٩) وابن حبان في المجروحين (١/ ٣٧٢) والطبراني في الدعاء (٦٢) والأوسط (٥١٠٥) وابن عدي في =