للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والعامل أن يجتهد في القيام بما عليه من ذلك موقنا أن الله تعالى يقبل عمله ويغفر ذنبه فإن الله قد وعد بقبول التوبة الصادقة والأعمال الصالحة، فأما لو عمل الأعمال وهو يعتقد أو يظن أن الله تعالى لا يقبلها وأنها لا تنفعه فذلك هو القنوط من رحمة الله تعالى واليأس من روح الله وهو من أعظم الكبائر، ومن مات على ذلك وصل إلى ما ظن منه كما قد جاء في بعض ألفاظ هذا الحديث: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما شاء، فأما ظن الرحمة والمغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل [والغرور] وهو يجر إلى مذهب المرجئة.

وقد قال عليه الصلاة والسلام: الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله، [فليحذر الغافل أن يعدّ نفسه من الراجين مع إصراره على المعاصي فذلك غرور كما نبه عليه الغزالي وغيره وإنما الراجي من يندم على ما مضى ويطمع نفسه ويرجو العفو عنه ولذلك يعترف بالتقصير ويرجو رحمة الله وفضله فهو على كل


= الكامل (٤/ ١٣٨٠) والكلاباذي في معاني الأخبار (ص ٣٢) والحاكم (١/ ٤٩٣) والخطيب في التاريخ (٤/ ٣٥٦ و ١٤/ ٢٣٧)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال الحاكم: هذا حديث مستقيم الإسناد، تفرد به صالح المري وهو أحد زهاد البصرة.
وتعقبه الذهبي فقال قلت: صالح متروك، وقال النووي: إسناده فيه ضعيف الأذكار (ص ٣٥٦)، والحديث حسنه الألباني في الصحيحة (٥٩٤)، وفي صحيح الترمذي (٣/ ٤٣٤)، وفي صحيح الجامع (٢٤٥) وفي صحيح الترغيب والترهيب (١٦٥٣).