للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيوخ البخاري، عُرض على السيف ليقول القرآن مخلوق فأبى ثم قال ذلك كرها فأمر بحبسه إلى أن مات.

قال أبو داود (١): رحم الله أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان، حمل على المحنة وحمل على السيف فمدّ رأسه وجُرّد السيف فأبى فلما رأوا ذلك منه حملوه إلى السجن فمات فيه. والإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري تُعُصِّب عليه ونفي من بلده بُخارا وكان يقول اللهم قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك، فما جاء عليه شهر منذ قال هذا الكلام حتى مات (٢)، اهـ[رحمهم الله تعالى ورضي عنهم ورضي عنا بهم].

سؤال: لِم شدِّد البلاء على الأفاضل؟ قيل: لأنّ الله تعالى يُبغض الدنيا فامتحن الأولياء فيها كيلا يميلوا إليها فهي مبغوضة وأيضا لتكثير الأجر لهم.

فإن قيل: [لم] حجب عنهم الدنيا؟ قيل: ليتفرغوا لطاعته ولا يشتغلوا بها عنه فتحملهم على المعصية فإن النعمة قد تكون سبب المعصية لقوله تعالى:


(١) تاريخ بغداد ١١/ ٧٤. سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٣٦) قال أحمد بن علي بن الحسن البصري: سمعت أبا داود السجستاني -وقيل له: إن أبا مسهر كان متكبرا في نفسه- فقال: كان من ثقات الناس، رحم الله أبا مسهر، لقد كان من الإسلام بمكان، حمل على المحنة فأبى، وحمل على السيف فمد رأسه، وجرد السيف فأبى، فلما رأوا ذلك منه، حمل إلى السجن، فمات.
(٢) هذا كلام الدميري كما نقله عنه العلقمى في شرح الجامع الصغير (مخ رقم ٢٤٢ تيمورية الجزء الأول/ لوحة ٢٤٢ - ٢٤٣).