للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَانَ مَسْئُولًا}.

فرع يستحب للمريض الرضا بقضاء الله والصبر على بلائه فإنما يثاب عليهما لا على المصائب نفسها، وكره بعض الأصحاب [للمريض الأنين والتأوّه] وكثرة الشكوى لأن ذلك يدل على ضعف اليقين ويورث شماتة الأعداء، فلو سأله طبيب أو قريب له أو صديق أو نحوهم عن حاله فأخبره بالشدة التي هو فيها لا [على] صورة الجزع فلا بأس. قال المتولي (١): ويكره له التأوه والأنين، و [كذلك] قال القاضي أبو الطيب وصاحب الشامل وغيرهم من الأصحاب أن طاوسا كره ذلك.

قال النووي (٢): الذي قالوه من كراهة التأوه [والأنين] ضعيف أو باطل فإن المكروه هو الذي [ثبت] فيه نهي مقصود ولم يثبت في هذا نهي، بل في صحيح البخاري (٣) عن القاسم قال: قالت عائشة: وارأساه، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: بل أنا وارأساه. فالصواب أنه لا كراهة فيه، ولكن الاشتغال بالتسبيح ونحوه أولى، فلعلهم أرادوا بالكراهة هذا. وينبغي [للزائر أن يطيب] نفس المريض و [لا يطيل] المكث عنده و [يواصل] الزيارة للقريب والصديق ويجعلها [للأجنبي] غبا.


(١) المجموع شرح المهذب (٥/ ١٢٨).
(٢) المجموع شرح المهذب (٥/ ١٢٨).
(٣) صحيح البخاري (٧٢١٧).