للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والكشف عن بعض ما في المرض من الحِكم والفوائد العاجلة والآجلة فمن ذلك تكفير السيئات وتضعيف الحسنات ورفع الدرجات وتلطيف كثائف البشرية وصفاء الروحانية والخلوة عن موارد الفتن الدينية والدنوية. فإذا تقرر ذلك ظهر أن المرض أثر من آثار الرحمة ونوع من أنواع النعمة وإن كان في الظاهر صوّره نقمة وليعلم أن الآلام والأسقام كلها مكفرة للذنوب فإن فرضنا أنه بقي على المسلم بقيّة كفّرها الموت، وقد صح كما قال القرطبي (١) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الموت كفارة لكل مسلم، ومما يقوّي رجاء المؤمن في سعة رحمة الله وعفوه وإكرامه له وبرّه كون هذا العبد [المؤمن] من أمة سيد ولد آدم خاتم الأنبياء والمرسلين وأفضلهم ولو لم يكن لهذا المؤمن من أسباب نجاته إلا هذا لكان كافيا: ثم يقال للمريض فطب نفسا وقرّ عينا وأحسن ظنك بربك ولا تدع خوفك يحول بينك وبين الرجاء فإن كنت يا حبيبي قد خفت ذنوبك وخشيت عاقبتها يوم القيامة فاعلم أن خوفك من ذنوبك الآن في مثل هذه الحالة من الدليل على المغفرة ومن أقوى البراهين على أن الله تعالى أراد بك الخير، وفي الحديث (٢) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ١٦٨).
(٢) أخرجه الترمذي (١٠٠٤)، وابن ماجه (٤٢٦١) والنسائي في الكبرى (١٠٨٣٤)، وإسناده ضعيف، لضعف سيار -وهو ابن حاتم العنزي البصري-، وقد خالفه عبد السلام بن مطهر -وهو ثقة- فرواه مرسلا، وهو الصواب. وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلًا.
أخرج المرسل أبو حاتم في العلل ٢/ ١٠٥، والبغوي في شرح السنة (١٤٥٦)، وقال أبو =