طائفة هذا على الفضيل وقالوا: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بكى يوم مات ابنه، وأخبر أن القلب يحزن والعين تدمع وهو في أعلا مقامات الرضى فكيف يعدّ هذا في مناقب الفضيل! والتحقيق أن قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اتسع لتكميل المراتب من الرضى عن الله تعالى والبكاء رحمة للصبي فكان له مقام الرضى ومقام الرحمة ورقة القلب، والفضيل لم يستع لذلك فغيّبه مقام الرضى عن مقام الرحمة فلم يجتمع له الأمران، والناس في ذلك على أربع مراتب: أحدها: من اجتمع له الرضى بالقضاء ورحمة الطفل فدمعت عيناه رحمة والقلب راضٍ، الثاني من غيّبه الرضى عن الرحمة فلم يتسع للأمرين. الثالث من غيبته الرحمة والرقة عن الرضى فلم يشهده. الرابع من لا رضى عنده ولا رحمة وإنما كان حزنه لفوات حظه من الميت وهذا حال أكثر الخلق فلا إحسان ولا رضى عن الرحمن والله المستعان، انتهى.
فائدة: في دفن البنات في أمثال العسكري عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما عُزّي في ابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات (١)
(١) أخرجه ابن المقرئ في المعجم (٤٠٨)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (٣/ ١٥٩)، والطبراني في معجمه الكبير (١١/ ٣٦٧/ ١٢٠٣٥)، وفي مسند الشاميين (٢٤٠٨)، وابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٥٩٥)، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (٧٣٥١)، وابن عدي في الكامل (٥/ ١٧١) (٦/ ١٩٣)، ومن طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (٣/ ٢٣٦) والخطيب في تاريخ بغداد (٥/ ٦٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣/ ١٥٠) و (٢٧/ ٧) (٤٠/ ١٦٥) و (٤٠/ ١٦٦) و (٥٦/ ١٠٤)، القضاعي في مسند الشهاب (١/ ١٧٤/ ٢٥٠) وقال الهيثمي (٣/ ١٢): وفيه عثمان بن عطاء الخراساني، وهو =