للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والليل أربع ساعات ويشتد البرد فيها حتى لا يقدر أحد أن يدفن الميت ستة أشهر من شدة البرد لأن الأرض تصير كالحديد لا يمكن أن يحفر فيها قبر، قال: ولقد مات لي ولد بها في آخر الشتاء فلم أستطع دفنه [إلا بعد] ثلاثة أشهر وبقي في البيت كالحجر، اهـ. قاله في الديباجة.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من غسل ميتا فكتم عليه" قال النووي (١): يستحب الإكثار من ذكر الله تعالى والدعاء للميت في حال غسله وتكفينه. قال أصحابنا: وإذا رأى الغاسل من الميت ما يعجبه من استنارة وجهه وطيب ريحه وتبسمه ونحو ذلك استحب له أن يحدث الناس بذلك لا سيما إن كان الميت ممن ينسب إلى صلاح وخير وإذا رأى من الميت ما يكره من سواد وجه وتغير الخلقة ونتن عضو وانقلاب صورة ونحو ذلك حرم عليه أن يحدّث أحدا به واحتجوا بما روي في سنن أبي داود والترمذي عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم (٢) وجملة القول أن الغاسل


(١) الأذكار للنووي (ص: ١٥٤).
(٢) أخرجه أبو داود (٤٩٠٠)، والترمذي (١٠١٩)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (٢٢/ ٣٠٨)، وابن حبان (٣٠٢٠)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (٢٣٥)، والطبراني في المعجم الأوسط (٣٦٠١)، وفي المعجم الصغير (الروض الداني ٤٦١)، والحاكم (١٤٢١)، والبيهقي في الكبرى (٤/ ٧٥)، قال الترمذي: هذا حديث غريب. سمعت محمدا يقول عمران بن أنس المكى منكر الحديث وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. قال وعمران بن أبى أنس مصرى أقدم وأثبت من عمران بن أنس المكى. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وفي ترجمته ذكره الذهبي في ميزان =