للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الموتى من ألوان الحرير وغيرها أنه لا يجوز كراؤها لأنه يقصد به الزينة ولا بأس [بما] المقصود به ستر الميت وصيانته، وكره الغزالي التجارة في أكفان الموتى وحنوطهم وما يتعلق بذلك (١)، اهـ.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: ومن عزّى حزينا ألبسه الله التقوى (٢)، وفي الحديث الآخر: عزى مصابا كساه الله [حلتين] من حلل الجنة (٣) واعلم أن التعزية هي التصبر، وذكر ما يسلي صاحب الميت وتخفف حزنه وتهوّن مصيبته وهي مستحبة فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي أيضا داخلة في قول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (٤)، وهذا من أحسن ما يستدل يستدل به في التعزية، واعلم أن التعزية مستحبة قبل الدفن وبعده. قال أصحابنا: يدخل وقت التعزية [بعد ثلاثة أيام لأن التعزية] من حين الموت وتبقى إلى ثلاثة أيام بعد الدفن وتكره التعزية بعد ثلاثة أيام لأن التعزية لتسكين قلب المصاب والغالب سكون قلبه بعد الثلاثة فلا يجدد له الحزن،


(١) النجم الوهاج (٣/ ٣٥ - ٣٦).
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٩٢٩٢)، ومكارم الأخلاق (١٠١)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٣٣٨) ورواه الطبراني في الأوسط من حديث جابر، وفي سنده الخليل بن مرة، ولفظه: قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢١). رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الخليل بن مرة، وفيه كلام. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٥٠٠٢)، وضعيف الترغيب والترهيب (٢/ ٣٩٣).
(٣) هو جزء من الحديث السابق.
(٤) سورة المائدة، الآية: ٢.