للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بيديه ثلاث حثيات من التراب وهو قائم على قبر عثمان بن مظعون وفي رواية ابن ماجه (١) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حثى عليه من قبل رأسه ثلاثا فيكون الحثو من جهة الرأس مستحبا فيستحب لكل من دنا من القبر أن يحثي ثلاث حثيات من التراب باليدين جميعا بعد الفراغ من شفير اللحد، هذا هو المنصوص المتفق عليه، وقال القاضي حسين والمتولي وآخرون يستحب أن يقول في الحثية الأولى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (٢)، وكذلك رواه أحمد في مسنده، ثم يهال التراب بعد ذلك بالمساحي (٣)، قاله في الديباجة.

تتمة: يستحب أن يوضع رأس الميت عند [رجل] القبر وهو طرفه الذي يكون فيه رجل الميت وأن يُسجّى القبر بثوب عند الدفن سواء كان الميت رجلا أو امرأة، وفي وجه يختص ذلك بالمرأة واختاره أبو الفضل بن عبدان من أصحابنا وهو مذهب أبي حنيفة ثم يسلّ من قبل رأسه سلا رفيقا ويقال [عند ذلك] باسم الله [وبالله] وعلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، رواه أبو داود، وفي رواية للترمذي باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولابن ماجه باسم


(١) وقال ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٣١٦ - ٣١٧) ورواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حثى من قبل رأس الميت ثلاثًا". إسناده لا بأس به، وخالف أبو حاتم الرازي فقال: إنه حديث باطل، وفيه زيادة لطيفة وهي: "من قبل رأسه". فيكون الحثي من قبل الرأس مستحبا وضعفه الألباني في إرواء الغليل (٧٥٢).
(٢) سورة طه: ٥٥.
(٣) المجموع (٥/ ٢٩٣)، وروضة الطالبين (٢/ ١٣٦)، والنجم الوهاج (٣/ ٧٩ - ٨٠).