للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيحملها على كاهله ثم ينتقل إلى المؤخرة اليسرى ثم يدور بين يديها إلى المؤخرة اليمنى، قاله في التتمة هكذا هو في مختصر الكفاية (١) والأصح حملها بين العمودين أفضل من التربيع كما فعل بعثمان وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبي هريرة، وروى البيهقي في [المعرفة] أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين (٢).

[الثالثة: ما يفعله كثير من الجهال وهو يمشي مع الجنازة من الحديث في أمور الدنيا وما لا ينبغي، وربما ارتفعت أصواتهم بالضحك والقهقهة أو تشاجروا أو تسابّوا وهذه كلها بدع إذ السنة أن يمشي الإنسان مع الجنازة ساكنا مطرقا معتبرا متفكرا فيما يقال للميت وما يحبب به كذا كان السلف -رضي الله عنهم- حتى كان بعضهم يريد أن يلقى صاحبه لضرورات له به فيلقاه في الجنازة فلا يزيد على رد السلام شيئا، وكره جماعة من العلماء قول المنادي مع الجنازة استغفروا له، [قاله] ابن المنذر: ونحن نكره [كما] كرهوه (٣). اهـ. ولقد روي عن ابن مسعود أنه سمع رجلا يقول في الجنازة جهرا: استغفروا لأخيكم فقال له: لا غفر الله لك. فإذا كان هذا قوله لمن لم يقل إلا خيرا فما ظنك بما يقوله المدرا بالصوت العالي من التزكية والكذب الصراح


= النبي -صلى الله عليه وسلم- حمل جنازة سعد بن معاذ بين العمودين).
(١) كفاية النبيه (٥/ ١٢٢)، ومختصر الكفاية (لوحة ٥٠/ مخ ٢١٧٦ ظاهرية).
(٢) معرفة السنن (٥/ ٢٦٤)، والنجم الوهاج (٣/ ٣٧).
(٣) تنبيه الغافلين (ص ٤٨٧).