للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليه متأولات. قال الكرماني (١): ويحتمل أن الرجل لم يُسند النهي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلهذا لم يُطعنه. اهـ، وفيه دليل على أن المنهي عن المنكر إذا لم ينته عوقب وأدِّب إن أمكن ذلك وإلا فالملاطفة فيه أولى إن نفعت، قاله القرطبي (٢).

قولها رضي الله عنها: "فقلت: أرغم الله أنفك، فوالله ما أنت بفاعل" الحديث، أي ألصق بالرغام وهو بفتح الراء وهو التراب وهو إشارة إلى [إذلاله] وإهانته (٣) دعت عليه عائشة لأنها فهمت أنه أحرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكثرة تكراره عليه وإخباره ببكائهن، ولذلك قالت له والله ما تفعل ما أمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- به أي لا تقدر على فعله لتعذره عليك ولا تركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العناء، ولم تُرِد الاعتراض على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمره، قاله القرطبي (٤).

قولها -رضي الله عنها-: "ما أنت بفاعل ولا تركت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العناء" العناء بفتح العين المهملة والمد المشقة والتعب بتردادك عليه وإغرائك إياه، قاله عياض (٥). قال النووي (٦): معناه أنك قاصر لا تقوم بما أمرت به من


(١) الكواكب الدراري (٧/ ٩٤).
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٨/ ٦٧).
(٣) شرح النووي على مسلم (٦/ ٢٣٧).
(٤) المفهم (٨/ ٦٧).
(٥) إكمال المعلم (٣/ ٢٧٨).
(٦) شرح النووي على مسلم (٦/ ٢٣٧).