للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية النسائي: لو بلغتها معهم [] يعني القبور [] ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك، الحديث [يدل على جواز فرض المسائل وبيان ما عليها على الفرض والتقدير لمصلحة إما تخويف الغير أو تعظيم التحذير] (١). قال قتيبة: الكدى القبور ونراه أنه في بدء الأمر ولا نعلم ذلك يحرم الجنة لكن معناه أن من فعل ذلك كان يخاف عليه أن يسلبه الله عز وجل الإسلام فلم ير الجنة أبدا، وأعظم نعمة الله تعالى على عبده الإسلام والإسلام منار كمنار الطريق فإذا عمل عملا يكون فيه إحياء سنن الجاهلية التي [أطفأها] الله تعالى بسيف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد كفر منة الإسلام والكفور ممقوت غير مأمون عليه السلب فغلظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الزجر لتموت تلك السنن كذا في نوادر الأصول (٢)، قاله في شرح مشارق الأنوار.

وقال السهيلي (٣) في قوله: ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ولم يقل جدك يعني أباه فيه تقوية للحديث الضعيف إن الله تعالى أحيا أمّه وأباه وآمنا به، والله أعلم. ويحتمل أن يكون أراد تخويفها بقوله: حتى يدخلها جد أبيك فيتوهم أنه الجد الكفار ومن جدوده -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم وإسماعيل لأن قوله -صلى الله عليه وسلم- حق وبلوغها معهم الكدى لا أيوجب، خلودا في النار فهذا من لطيف الكناية فافهمه، والله أعلم. ذكره السهيلي في الروض الأنف على سيرة ابن هشام (٤).


(١) سقطت هذه الجملة من النسخة الهندية.
(٢) نوادر الأصول في أحاديث الرسول (١/ ١٢٦).
(٣) الروض الأنف (٤/ ٣٠).
(٤) الروض الأنف (٤/ ٣٠).