للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الكفر، والخبائث المعاصي (١)، وقال الكرماني: وأصل الخبث في كلامهم المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم وإن كان من الكل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام وإن كان من الشراب فهو الضار (٢)، انتهى.

والنجس: بإسكان الجيم وكسر النون تبعا للرجس وليس المراد أنه نجس العين بل هو نجس الفعل، وقد صرح البغوي في شرح السنة بأن الشيطان عينه طاهرة، واستدل على ذلك بأنه - صلى الله عليه وسلم - أمسك إبليس في الصلاة ولم يقطعها (٣)، والخبيث خبيث الفعل، والمخبث بضم الميم وبالخاء المعجمة الساكنة معناه صاحب الأعوان الخبثاء، قاله أبو الفرج الجوزى (٤).

تنبيه: فإن قيل: لم قدمت هاهنا التسمية على الاستعاذة وقدمت الاستعاذة على التسمية في قراءة القرآن، وفي التعوذ في الصلاة؟ فالجواب: أن التسمية هنا إنما قدمت لأن الاستعاذة دعاء والدعاء عبادة والعبادة ينبغي أن تبتدأ بالتسمية، والتسمية هاهنا ليست قرآنا بخلاف القراءة فإن التسمية من القرآن ومن نفس السورة، فلهذا قدمت الاستعاذة عليها في القراءة، انتهى، قاله في إعلام السنن (٥).


(١) تهذيب الأسماء واللغات (٣/ ٨٧)، وشرح النووي على مسلم (٤/ ٧١).
(٢) الكواكب الدراري (٢/ ١٨٤).
(٣) شرح السنة (٣/ ٢٧٥).
(٤) قاله أبو عبيد في غريب الحديث (٢/ ١٩٢) وعنه نقله ابن الجوزى في غريب الحديث (١/ ٢٦١).
(٥) انظر: المجموع (٢/ ٧٥)، والنجم الوهاج (١/ ٢٩٦).