للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طويل رواه الطبراني. قال الإمام القرطبي (١): وقد اختلف في عدد النفخات فقيل ثلاث نفخة الفزع لقوله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) (٢) الآية، ونفخة الصعق ونفخة البعث لقوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (٦٨)} (٣)، وهذا اختيار القاضي أبي بكر بن العربي، وقيل هما نفختان ونفخة الفزع هي نفخة الصعق لأن الأمرين لا زمان لهما أي فزعوا فزعا ماتوا فيه، وحديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو يدل على أنهما نفختان لا ثلاث وهو الصحيح.

قال عبد الله بن عمرو: ينفخ في الصور من باب إيلياء الشرقي، والنفخة الثانية من الباب الآخر. وقال قتادة في قوله تعالى: {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ} (٤) قال: يؤمر إسرافيل أن ينفخ في الصور من صخرة بيت المقدس فإذا نفخ إسرافيل في الصور النفخة الأولى وهو الناقور الذي قال الله تعالى: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (١٠)) (٥) لم يبق على الأرض حي إلا مات ثم تبقى الخلق في تلك الرقدة أربعين كما ورد في الحديث مبهما في قوله: أبيت، وورد في غير مسلم مفسرًا


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤٩٠).
(٢) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٣) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٤) سورة ق، الآية: ٤١.
(٥) سورة المدثر، الآية: ٨ - ١٠.