للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بأربعين سنة ثم يأمر الله تعالى إسرافيل عليه السلام بعد تمام هذه الأربعين فينفخ النفخة الثانية، قال الله تعالى: (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ) (١) فالنفخة للإماتة والثانية للإحياء.

وقد روى ابن المبارك عن الحسن قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين النفختين أربعون سنة: الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيي بها كل ميت فالنفخة الأولى للفناء وهي نفخة الصعق ويكون معها نقر لقوله تعالى: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)) (٢) أي في الصور، فإذا نفخ فيه للإصعاق [حيِيَ] بين النقر والنفخ لتكون الصيحة [أهدَّ] وأعظم فلا يسمعها أحد إلا أصغى وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه إبله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يمكث الناس أربعين عاما ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرًا من السماء مثل الطل كمني الرجل فتنبت الأجساد في القبور كما ينبت البقل، الطل الذي ينزل من السماء في الصحو والطل أيضا أضعف المطر، قاله في النهاية (٣).

وقد أخبر الله تعالى أن إنشاء الأجساد مثل إخراج النبات من الأرض، قال اللّه تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا} إلى قوله: {كَذَلِكَ النُّشُورُ} (٤)، أي كما ينبت نبات الأرض الماء كذلك تنبت الأجساد بهذا


(١) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٢) سورة المدثر، الآية: ٨.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٣٦).
(٤) سورة فاطر، الآية: ٩.