للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الماء فإذا تهيأت الأجساد وكملت نفخ في الصور نفخة البعث من غير نقر لأن المراد إرسال الأرواح من [نقب] الصور إلى أجسادها لا تنفيرها من أجسادها فالنفخة الأولى للنفير وهي نظير صوت الرعد الذي قد يقوى فمات منه ونظير الصيحة الشديدة الذي يصيحها الرجل بصبي فيفزع منه فيموت، فإذا نفخ إسرافيل عليه السلام خرجت الأرواح من المحال كأنها النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض فيأتي كل روح إلى جسده فيحييها الله تعالى كل ذلك في لحظة كما قال الله تعالى: {فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (١) ولقوله تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (٢)، يروى عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الله تعالى وعزتي وجلالي ليرجعن كل روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض إلى أجسادها فتدخل في الخياشم حتى تمشي مشي السم في اللديغ والمنادي ينادي على صخرة بيت المقدس يا أيتها العظام البالية ويا أيتها الأشعار المتمرطة ويا أيتها الأعضاء المتهمشة ويا أيتها الجلود المتمزقة قوموا إلى موقف الحساب والعرض الأكبر فينشيء الله الأجساد على عجب الذنب إذ هو مما لا تأكله الأرض فإذا أحيا الله العظام وهي رميم جاءت كل روح واتصلت ببدنها فعاد الخلق كما كانوا أول مرة لا ينقص منهم مثقال ذرة حتى أن الغرلة التي قطعها الختان تعاد فيخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم فيحشر المؤمنون وجوههم ضاحكة


(١) سورة الزمر، الآية: ٦٨.
(٢) سورة لقمان، الآية: ٢٨.