٥٤٢٢ - وَعَن سَوْدَة بنت زَمعَة -رضي الله عنه- قَالَت قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يبْعَث النَّاس حُفَاة عُرَاة غرلًا قد ألجمهم الْعرق وَبلغ شحوم الآذان فَقلت يبصر بَعْضنَا بَعْضًا فَقَالَ شغل النَّاس لكل أمرئ مِنْهُم يَوْمئِذٍ شَأْن يُغْنِيه عبس ٧٣. رواه الطبراني (١) ورواته ثقات.
قوله:"وعن سودة بنت زمعة" بالزاي والميم والعين المهملة المفتوحات.
قال ابن الأثير: وأكثر ما سمعنا أهل الحديث والفقهاء يقولونه بسكون الميم، ابن قيس القرشية العامرية أم المؤمنين، أسلمت قديما وبايعت، قيل كنيتها أم الأسود وكانت قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت ابن عمها السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو أسلم معها وهاجرا جميعا إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدما مكة فمات بها السكران فتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن سعد: تزوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سودة في رمضان سنة عشرة من النبوة بعد وفاة خديجة وقبل عقد عائشة -رضي الله عنه-، ودخل بها بمكة وهاجر بها إلى المدينة وهكذا قال غيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوجها قبل عائشة وهو قول ابن إسحاق وقتادة وغيرهما فهي أول امرأة تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد خديجة
(١) الطبراني في معجمه الكبير (٢٤/ ٣٥/ ٩١)، وأخرجه البغوي في التفسير (٨/ ٣٤٠)، والحاكم (٢/ ٥٥٩) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذا اللفظ واتفقا على حديث حاتم بن أبي صغيرة عن أبي ملكية عن القاسم عن عائشة مختصرا، وقال الهيثمي (١٠/ ٣٣٣): "رواه الطبراني، ورجاله رجال "الصحيح"؛ غير محمد بن عباس وهو ثقة". وقال ابن كثير في التفسير (٨/ ٣٢٧): هذا حديث غريب من هذا الوجه جدا. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٤٦٩).