للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والحدود. وقيل المعلم الأثر لأنها أرض أخرى ومعناه أنها لم توطأ قبل فيكون فيها أثر أو علامة لأحد، [انتهى]، مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة [عليه]. وقيل المعلم الأثر والعلم المنار والجبل قاله في النهاية (١).

وقال في شرح مشارق الأنوار (٢) في قوله: ليس فيها علم لأحد، أي علامة يريد ما أحد أحدثه الخلق على وجه الأرض من الأبنية وغيرها فزال عنها بالتسوية وتبديل صفات الأرض. كذا في الميسر. فقوله: "على أرض بيضاء عفراء ليس فيها معلم لأحد" قال الراوي: ليس فيها معلم لأحد، متفق عليه من حديث سهل بن سعد. وفصل البخاري. قوله: ليس فيها معلم لأحد فجعلها من قول [سهل] أو غيره وأدرجها مسلم فيه. قال في الإحياء (٣): ولا يظن أن تلك الأرض مثل أرض الدنيا بل [لا] تساويها إلا في الاسم: قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} (٤)، قال ابن عباس: [يزاد] فيها ويُنقص وتذهب أشجارها وجبالها وأوديتها وما فيها وتمد مدّ الأديم العكاظي أرض بيضاء مثل الفضة لم يسفك عليها دم ولم تعمل عليها خطيئة والسموات تذهب شمسها وقمرها ونجومها فانظر يا مسكين في هول ذلك اليوم وشدته فإنه إذا اجتمع الخلائق على هذا الصعيد تناثرت من فوقهم


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ٢٩٢).
(٢) انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٨٣).
(٣) إحياء علوم الدين (٤/ ٥١٣).
(٤) سورة إبراهيم، الآية: ٤٨.