الأمر في هذا الحديث [على من لم يتبحر] في العلم فقال: نحن نراها تغيب في الأرض، وقد أخبر القرآن أنها تغرب في عين حمئة فإذا دارت تحت الأرض وصعدت فأين هي من العرش؟ فالجواب: أن الأرضين السبع في ضرب مثال كقطب رحى والعرش لعظم ذاته كالرحى فأين سجدت الشمس؟ سجدت تحت العرش وذلك مستقرها، اهـ قاله في الحواشي. قوله في الحديث: ويبقى محمد وأمته، قال: فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس الحديث الإتيان عبارة عن رؤيتهم إياه لأن العادة أن من غاب عن غيره لا يمكنه رؤيته إلا بالإتيان فعبر بالإتيان والمجيء هنا عن الرؤية مجازا وقيل الإتيان فعل من أفعال اللَّه تعالى سماه إتيانا، وقيل المراد: يأتيهم اللَّه تعالى أي يأتيهم بعض ملائكته.
قال القاضي عياض (١): وهذا الوجه أشبه عندي بالحديث. قال: ويكون هذا الملك الذي جاءهم في الصوة التي أنكروها من سمات الحدوث الظاهرة على الملك والمخلوق وهذا آخر امتحان المؤمنين، فإذا قال لهم هذا الملك أو هذه الصورة أنا ربكم رأوا عليه من علامة المخلوق ما ينكرونه ويعلمون به أنه ليس ربهم ويستعيذون باللَّه سبحانه وتعالى منه. اهـ. قوله: "فيقولون إن لنا إلها ما رأيناه، فيقول هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناه عرفناه. قال: فيقول ما هي؟ فيقولون: يكشف عن
(١) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٢٥/ ١٤٢). عمدة القاري (ج ٦/ ص ٨٤)، والديباج على مسلم (ج ١/ ص ٢٣٢).