للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ساقه" الحديث، كشف الساق عبارة عن معظم الأمر وشدته. قال ابن عباس: هي أشد ساعة في القيامة. وقال أبو عبيد: إذا اشتد الأمر أو الحرب قيل كشف الأمر عن ساقه والأصل أن من وقع في شيء يحتاج إلى الجد شمّر عن ساقه فاستعير الساق، والكشف عنها في موضع الشدة وكذا قال القتيبي {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} (١) هذا من الاستعارات فسمى الشدة ساقا لأن الرجل إذا وقع في الشدة شمّر عن ساقه فاستعيرت في موضع شدة فأما ما روي أن اللَّه تعالى يكشف عن ساقه يوم القيامة فمعناه: أي يكشف عن العظيم من أموره، وقال الخطابي رحمه اللَّه إنما جاء ذكر الكشف عن الساق على معنى الشدة فيحتمل أن يكون معنى الحديث أنه يبرز من أهوال يوم القيامة وشدتها ما يرتفع معه سائر الامتحان فيميز عند ذلك أهل اليقين والإخلاص فيؤذن لهم بالسجود وينكشف الغطاء عن أهل النفاق فتعود ظهورهم طبقا واحدا لا يستطيعون السجود اهـ، قاله في التذكرة (٢).

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون" الحديث، صياصي البقر قرونها، وتقدم الكلام أيضًا بزيادة، [قوله: "فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم" الحديث. قال اللَّه تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} (٣) الآية،


(١) سورة القلم، الآية: ٤٢.
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٧٤٨).
(٣) سورة الحديد، الآية: ١٢.