للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يرش من بول الغلام ويغسل من بول الجارية" والماءان جميعا واحد، قال: لأن بول الغلام من الماء والطين وبول الجارية من اللحم والدم، ثم قال لي فهمت: قلت: نعم، قال: إن الله تعالى لما خلق آدم خلقت حواء من ضلعه القصير فصار بول الغلام من الماء والطين وصار بول الجارية من اللحم والدم، ثم قال لي: فهمت، قلت: نعم، قال: نفعك الله بالشرح (١)، قال الأصحاب في الفرق بين الصبي والصمبية من جهة المعنى فرقين، أحدهما. أن بولها أثخن وألصق بالمحل، والثاني: أن النفوس أعلق بالذكور دون الإناث فيكثر حمل الذكور فناسب التخفيف بالاكتفاء بالنضح دفعا للحرج والعسر بخلاف الإناث (٢)، وقال الشيخ تقي الدين: ذكر بعضهم أن بول الصبي يقع في محل واحد وبول الصبية يقع منتشرًا فاحتيج إلى صب الماء في مواضع متعددة (٣)، والذي نقل عن الشافعي حسن متعين القول به، والعجيب في أن الأصحاب لم يذكروه في كتبهم وهو قول إمامهم، وقال عبد الله بن وهب وعبارته أن التراب إذا طرح في الماء [طهر]، والضلع إذا طرح في الماء أنتن، ولقائل أن يقول هذا موجود في بول الكبير، ولكن صرف عن ذلك الإجماع (٤)، انتهى، قاله في الديباجة.


(١) هذا النص نقله ابن ماجه كما السنن عقب حديث (٥٢٥).
(٢) المجموع (٢/ ٥٩٠)، والنجم الوهاج (١/ ٤٢٦ - ٤٢٧).
(٣) إحكام الأحكام (١/ ١٢٠).
(٤) انظر: الإعلام بفوائدة عمدة الأحكام (١/ ٦٨٦ - ٦٨٧).